الاستثمار نيوز
حوار:سمر عادل
تحدثت د. حنان مصطفى مدبولي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر واستشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري عن خلل حقيقي يحدث للأسرة حالياً بسبب العالم الإفتراضي، في مقدمتها الأمراض المزمنة التي انتشرت وتسللت إلى البيوت مما أدى إلى استحداث عيادات خاصة داخل كبرى المستشفيات بسبب العالم الإفتراضي بشتى أنواعه، حول هذه العيادات وغيرها، طرحت عليها “الاستثمار نيوز” بعض التساؤلات وجاءت إجاباتها في السطور التالية .
ــ ماهي الروشتة الصحيحة لتعامل الأسرة مع التكنولوجيا، خاصة بعد ظهور الذكاء الأصطناعي؟
لابد أن ننظر أولاً إلى أوجه الاستفادة من التكنولوجيا، سواء مواقع التواصل الإجتماعي أو الذكاء الأصطناعي مثل المنصات التعليمية، إذا وجد أبناء دارسين في المنزل على مختلف المستويات سواء دبلومات، مدارس، دكتوراه، ماجستير، جميعها تدرس أونلاين.
وحرص الزوج والزوجة على الإطلاع على البرامج الإرشادية من خلال الفتاوى الدينية الصحيحة والأزهر الشريف لبناء أسرة سليمة، وحرصت الأمهات على تعلم الوجبات الصحية واعدادها من خلال اليوتيوب وكبار خبراء التغذية، ولابد أن يتعاون الزوج والزوجة بشكل إيجابي لمواجهة أي أزمة دون هدم الأسرة.
وتجديد الثقة بين الزوج والزوجة مثلما كان قديماً ونشر القيم الجيدة، ولابد من نشر الإحترام بين جميع أفراد الأسرة لتوثيق الترابط، ونشر ثقافة الحوار والنقاش الإيجابي وعدم تجاهل أي فرد من أفراد الأسرة، وتحديد أهداف داخل كيان الأسرة وأبنائها وفي مقدمتهم الزوجين، مع الحرص على تجمعات الأسرة وعدم الإنشغال بالتكنولوجيا التي توفر المجهود الذهني بشكل سلبي، وتحديد توقيتات ثابتة للتعامل مع التكنولوجيا لتحويلها إلى استخدام ايجابي وليس استخدام مدمر للحياة الأسرية.
بالإضافة إلى التعامل مع عالم الذكاء الأصطناعي الذي يعد أحدث أذرع وسائل التواصل الإجتماعي بشكل مثمر وعدم إهدار الوقت من خلال التعرف على هذا العالم الجديد.
ــ هل هناك أخطاء أرتكبتها الأسرة في التعامل مع التكنولوجيا؟
ترك الأبناء ضحايا للتكنولوجيا برضاء كامل، وهذا خطأ فادح، وتحفيز الأطفال على أمور خطأ منها الانتحار الذي يعد ظاهرة خطيرة ورائجة في البيوت.
ــ إلى أين وصلت خسائر الأسرة المصرية بسبب التكنولوجيا؟
أكبر تلك الخسائر خسارة الزوج لزوجتة، وتفشي الخيانات الزوجية بسبب مواقع التواصل الإجتماعي، والمقصود بالخيانات الزوجية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي لم تكن خيانات الفراش، بل كانت خيانات مناسبة للتكنولوجيا، وهي حديث الزوج مع زوجة ليست زوجته أو فتاة في أمور لا تجوز دينياً وخارجة عن العادات والتقاليد من خلف شاشة وهمية وتدمير الأسرة بسبب ذلك، وبحث الزوج عن الفتاة الوهمية المزيفة لتفضيلها على زوجته، وأيضاً الزوجات بعضهن يشاركن في خيانة أزواجهم بشكل خاطئ لعدم فهم التكنولوجيا، وتسببت تلك الأمور في تسريب فيديوهات خادشة لزوجات وأزواج، فتسببت التكنولوجيا في كسر ثقة الأسرة وتدميرها.
ــ كم عام أثرت التكنولوجيا على الأسرة وتسببت في محاولة إفشال دورها في بناء مجتمع صحي؟
نتحدث عن 20 عام مضت تدخلت التكنولوجيا كضيف سئ في خصوصيات وتفاصيل الأسرة وتدميرها، الأسرة قديماً كانت متماسكة حتى وإن كان الأب والأم يعملون، لكن حاليا يعمل الأب أكثر من عمل، والأم تعمل ومشغولة، وإن لم تعمل الأم تكون مشغولة بصفحات التواصل الإجتماعي والتكنولوجيا، هنا من سيُعلم الأبناء، مما أدى إلى إختفاء أهم دور للأسرة وهو تربية أبناء وتقديم جيل واعي وجيد في المستقبل.
بالإضافة إلى أن الرجال حالياً بسبب مواقع التواصل الاجتماعي لا يتحدثون إلا عن تعدد الأزواج، والزوج متمرد والزوجة متمردة أيضاً، ورؤية تجارب الآخرين وأخذ القدوة من عالم إفتراضي غير صحيح.
ــ ماهي الأمراض الحديثة التي ظهرت بسبب العالم الإفتراضي؟
أهم مرض ظهر على الساحة ولم يشعر به أحد، وهو قيام كبرى المستشفيات باستحداث عيادات لإضطربات النوم وهو أمر خطير للغاية، لم يكن موجود من قبل وهو حالياً في مستشفيات الجامعات منذ سنوات قليلة تقريباً ثلاث سنوات فقط، وهي إضطرابات النوم التي تؤدي إلى التوتر والقلق والإكتئاب مما يؤدي إلى كثرة حالات الانتحار وتدمير أفراد الأسرة أو قتل الأبناء أو قتل الزوجة للشكوك في سلوكها بسبب الأوهام والتهيئات.
كما يوجد حالياً أمراض تصيب حاسة البصر، وتشوهات تحدث للعمود الفقري والسمنة بسبب الجلوس لفترات طويلة وعدم تقدير الذات، فقد خلق الله الشمس لفيتامين (د) عندما يتعرض الإنسان إلى ضوء الشمس تعالج الجسم من الإكتئاب ويقللها، فقد يحول الإنسان حياته بسبب التكنولوجيا من نهار إلى ليل ويتحول إلى كائن ليلي، ويعيش في عالم إفتراضي وإضاءة صناعية، لابد من مرشد اجتماعي نفسي لمعالجة سلوكيات الأسرة بسبب العالم الإفتراضي.
الأسرة ليست موجودة حاليا، لأنه لايوجد أي تربية ويوجد نسب طلاق عالية جدا بسبب التمرد على الحياة، واتوقع أن يدمر الذكاء الاصطناعي ما تبقى من تماسك في الأسرة.